
الحسن بن الهيثم
الحسن بن الهيثم، هو أحد العلماء البصريين الذين أثروا بشكل كبير في مجال البصريات بفضل أسلوبه المنهجي في إجراء الأبحاث. الكتاب الذي يُعد بداية أعماله هو "كتاب المناظر" والذي لا يزال جزءًا أساسيًا من مجال الفيزياء حتى يومنا هذا، ليكون مثالًا رائعًا على المساهمة الدائمة.

كانت الدوافع الرئيسية لتطور الفكر عند ابن الهيثم هي إيمانه الراسخ بالتجريب والقياس. طبق هذه الفلسفة في دراساته المستمرة في البصريات والرياضيات والفلك، كما توصل إلى فهم أعمق لطبيعة الضوء والرؤية خلال إقامته في مصر.

شملت مجالات المعرفة التي أثر فيها ابن الهيثم الهندسة والفلك والفلسفة الطبيعية والحساب. تميزه بإتباع منهجية التأكيد التجريبي جعله يختلف عن العلماء الآخرين وأثر على علماء المستقبل مثل عمر الخيام وتقي الدين. انعكست نظرياته عن الضوء والأطوال الموجية المرتبطة به طوال فترة النهضة الأوروبية وأثرت في مسار العلم.
حتى يومنا هذا، لم تُترجم أعمال ابن الهيثم إلى اللاتينية حتى إعادة اكتشاف "كتاب المناظر" في القرن الثالث عشر، والذي أثر بعد ترجمته على عقول رئيسية مثل روجر بيكون ويوهانس كيبلر. كُتب الكثير عن تأثير ابن الهيثم وإنجازاته في تأسيس أساس الثورة العلمية في أوروبا.


بالإضافة إلى البصريات، عمل ابن الهيثم في الفلك حيث قام من بين اكتشافات أخرى بتحديد اتجاه القبلة وانتقد نظريات بطليموس. حساب التفاضل والتكامل، الأقسام المخروطية، نظرية الأعداد – هذه هي المجالات التي يمكن تذكر ألبرت أينشتاين بأنه عمل فيها أثناء عمله في الرياضيات، وربط الجبر والهندسة. أسهمت أبحاثه الطبية في فهم الرؤية والأعمال الفلسفية التي تهدف إلى إظهار أن العلم والدين متوافقان.
عامًا بعد عام، ستظل أعمال الحسن بن الهيثم دليلًا على الفضول والبحث التجريبي والسعي وراء المعرفة. حتى الآن، يمكن للناس العثور على العديد من انعكاسات أفكاره في سياق العلم والفلسفة اليوم، مما يثبت أن البحث عن المعرفة ليس له حدود زمنية أو جغرافية.